هل كل ألأديان تُؤدي إلى الخلاص؟؟

يبدوا إِنَّ الكثيرين لا يعلمون بعد السبب الذي من أجلهِ جاء المسيح إلى أرضنا, ولما كان ضرورياََ أنْ يتجسد الله الابن. فلو كان هناك طريقاََ آخر يمكِن للبشرِ بِهِ أّنْ يخلصوا لما جاء المسيح , ولما قَبلَ أّنْ يشتم ويُهان ويُصلبْ! أّتُرى كيفَ ولِما سيقبل ألله ألأزلي خالقُ كُلَّ شيء الآلام والإهانة وأن يبصق سأفِلُُ من البشر في وجهِهِ؟ إلا إِذا لم يكن من حل آخر سوى التجسد والصلب!

ألم تسمعوا المسيح يقول" ليسَ صالح فيكمُ , ولا واحد".

 فلو كان آدم صالحاََ لما طُرِدَ من الجنة, وما كان هناك حاجة للفداء والتجسد.

ولو كان نوح صالحاََ وهو الذي نجاهُ الله من الطوفان, لما جاء المسيح ليفدي البشر.

ولو كان إبراهيم ألذي إختارةُ الله صالحاََ لما جاء المسيح إلى ألارض أبداََ.

ولو كان موسى نبي الله وأخاهُ هارون صالحان لما كان هناك من حاجة لمقدم المسيح ولا لفدائِهِ.

ولو كان أشعيا أو أرميا أو حزقيال أو دانيال صالحين لما جاء المسيح ليُصلب.

ولو كان أَيِِ  من تلاميذ المسيح صالحين لما جاء المسيح إبداََ.

وإِنْ كانَ أحدُُ ما , كائِن من كان من البشر أجمعين من آدم وإلى يوم ألدين صالحاََ, لما تجسَد الله ولا كان هناك حاجةََ إلى صلب المسيح, فالمسيح لم يكن سادياََ يتلذَذُ يالآلام فجاء لِتُثقب يديهِ ورجليهِ ويُسَمر على الصليب, أهكذا لم تفهموا معنى ولا مغزى ولا ضرورة الفداء بعد؟؟

فلو وجِد شخص صالِحُُ  واحدُُ من البشر لأهلَك ألله سبحانَهُ جميع ألأشرار وأبقى على الصالح وأنماهُ وأكثَرهُ ليكون أباََ للبشرية بدل آدم  ولن يحتاجُ نسله للخلاص, ففقط ألأشرار هم الذين يحتاجون المساعدة بخلاصِهم , وفقط الخطاة  هُم بِحاجة لفداء وصلب ألمسيح.

إِنَّ ألله عادِلُُ ورحيم , ولكِنَّهُ هو ألديانُ أيضاََ, وسيُدين جميع ألبشر بحَسبِ ناموس الضمير ألذي أَوجَدَهُ يوم الخلقِ في ألإِنسان بالفطرة , أو بموجَبِ ناموس ألوصايا أَلذي أعطاهُ لموسى. فيا تُرى مَنْ من ألبشرية سيخلُص بموجَبِ هذين ألناموسين, ناموس الضمير وناموس ألوصايا؟

نعم لن يخلُصَ أحد , كما لا يوجد صالِحُُ ولا واحد , كذلك لن يخلُصَ بالدينونةِ ولا واحِدُُ أيضاََ, ولسَبَبِِ بسيط جداََ لأَنَّ الجميع وبدون إِستِثناء ولا حتى ألأنبياء ولا أقرب الناس إلى المسيح ذاته سيخلص إِذا دين بحسبِ أيِِ من الناموسين, فمن هذا ألذي أحب ألله من كُلِ نفسِهِ ومِن كُلِ قَلبِهِ وبِكُلِ طاقَتِهِ؟ ومن هذا ألذي أحبَ قريبَهُ كَنَفسِهِ, وألأنكى وألأَمَّر قريبُ ألإِنسان هو كل واحدِِ من البشر أي كان وهذا يشمل أعدائهِ , فهُمْ من بني آدم , ولهم صلة القُربى معَ كُلَّ واحِدِِ منا.

ومن أخطا بايِِ من هاتين الوصيتين يستحقُ نارَ جهنم وألموت ألأبدي, وتكفي زلةِِ واحدة فقط من يوم مولِدِهِ ولغايَةِ يوم  مماتِهِ لِيُحكَمُ عليهِ. أَلم يخطأُ آدم خطأ واحدُُ فقط فإِستحقَ الموت الابدي والطرد من الجنَةِ وألنعيم؟

لقد أوجَد أللهُ طريقاََ لغُفران الخطايا , ولكن هذا الغفران يتطلَبُ سفكِ دمِ ذبيحةِِ لا ذنبَ لها في ذاتِها بدلَ كُلِ خطيئة للخاطيْ وعِوضاََ عَنهُ لِتَستُرَ وتُغطي خطيئَتهِ , ولكن حتى دمُ هذِهِ الذبيحة المسكينة في ذاتِها , لا يُعطي غطاءََ أبدياََ لأي خطيئة إِلا إلى حين , أي إِلى زمانِِ  مقدارهُ ما تبقى من عمر هذهِ الذبيحة لو عاشت وماتت طبيعياََ, وهذا لا يتعدى بضع سنين ثُم تنكَشِف الخطيئة ثانيةََ.

ولكنَّ ألله جعَل هذِهِ الذبيحة البديلة , رمزاََ فقط لذبيحة المسيح على ألصليب, ولما كانَ المسيح هو ألله ألمُتَجَسِد , أي لهُ الحياة ألأبدية لذا فالمسيح ألذي رمَزَت إِليهِ الذبيحة هو الذي يُغطي الخطيئة إلى ألأبديةِ. ولو لم يَكُنْ إِلهاََ لما كانَ ينفَعُ إِلا لتغطيةِِ خطيئة واحدة من خطايا بني ألبشر ويشترط أن لا يكون لَهُ خطيئة في ذاتِهِ ساعةَ صلبهِ وتعليقِهِ , لا بل يجب أن يبقى بلا خطيئة إلى أن يلفضَ أنفاسَهُ ويموت , فلو غَضِبَ على صالِبيهِ لن يغفِرَ دَمهُ ولا حتى خطيئةِِ واحِدة, وإِنما يكون عندئِذِِ قد مات بخطيئَتِهِ ألتي إِقترفها بآخِرِ لحظَةِِ من حياتِهِ ,  فلذا ترى المسيح وهو يلفض أنفاسَهُ يقول " إِغفِر لهم يا أبتي فهم لا يعلمون ماذا يفعلون , فمن من بني البشر يستطع أًَن يفعل هذا؟؟

كان على ألذي يُقَدِم ذبيحة الفداء عن كلِ خطيئة لهُ أن يضَعَ يدهُ على جبين الذبيحة ألبديلة ويقر بذَنبِهِ أمام الناس , أي كان ينقل إِثمهُ وخطيئتِهِ إلى الذبيحة المسكينة وهي تُذبَحُ عِوضاََ عَنهُ لتفديهِ , وهكذا ألحالُ أَيضاََ بذبيحة الفداء والصليب, فالمسيح لا يوفر الفداء إِلا لمن يضع خطيئتَهُ عليهِ  وينقُلها إليهِ , أي يقرُ بقبول فداء المسيح إِبن ألله لهُ وعن كُلِ خطيئةِِ من خطاياهُ وإِلا لن ينال الغفران وتبقى خطاياهُ بذِ مَتِهِ وعليهِ فيستحقُ بِذلك دينونة ناموس الضمير فيهلك.

أَفتُصلونَ وتقولون " ياحمل ألله ألحامل خطايا ألعالم" ولا تعلمون معنى كلامكم ولا صلاتكم؟

 فإِن كانَ هناك طريقة أُخرى للخلاص لما جاء المسيح, ولا تَنازَلَ ألله ليقبل جسداََ يشرياََ قابل للموت والألم , وما كان ألمسيح يجروء لِيقول يوماََ " أنا هو ألطريق والحق والحياة , لا يأتي إِلى ألآب أَحَدُُ إِلا بي" أفلا تعقلون!!!!!!

        وليكن سلام المسيح فيكم وعليكم وعساكم تفهموا ضرورةِ فدائِهِ وتخلصوا بِهِ.

نوري كريم داؤد

15 / 02 / 2006 



"إرجع إلى ألمجلة"